يشعر كثير من الآباء بالإحراج عند اصطحاب أطفالهم معهم إلى الخارج، بسبب السلوك السيئ والخاطئ الذي يعتمده الطفل أمام الغرباء، كثير منا يشعر بالسوء حيال فعل أو تصرف خاطئ يرتكبه الابن، ويتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعه في تلك اللحظة، وغالباً ما تكون تلك التصرفات سلبية في طريقة الأكل والألفاظ التي يقوم بها الطفل في المنزل أو خارجه.
تؤكد ماجي الحكيم، خبيرة الإتيكيت، أن الطفل مرآة عاكسة للآباء، ويجب أن يكون الآباء قدوة جيدة حتى تنعكس سلوكياتهم وتصرفاتهم الإيجابية على الأبناء، مشيرة إلى أن الطفل قبل سن ثماني سنوات يتم تعليمه فن الإتيكيت بشكل غير مباشر عن طريق التصرف أمامه من قبل الأهل بطريقة جيدة، موضحة: “بمعنى ترديد أمامه كلمات شكراً، ومن فضلك، لو سمحت، حضرتك، من دون إرغامه على قولها، بل تذكيره في كل مرة بشكل غير مباشر؛ لإن الضغط على الطفل عادة يأتي بنتيجة عكسية، وعندما يذكر هو تلك الكلمات لا بد من تشجيعه ومدحه حتى يستخدمها أكثر”.
تقول الحكيم: “إن طريقة الأكل من أكثر الأشياء التي تسبب انزعاجاً للأبوين وتؤرقهم، خاصة عند اصطحاب الطفل للأكل خارج المنزل، سواء لدى ضيوف أو في مطعم ما، موضحة أن طريقة الأكل السيئة أمر طبيعي للطفل، ومع الوقت والتعليم تبدأ في التطور تدريجياً، وهناك أمور يتعلمها الطفل سريعاً، مثل: عدم شرب الماء وفي فمه أكل، وعدم ملء الفم بالطعام، وهناك أشياء تحتاج إلى وقت أطول وصبر كبير من الأم والأب تجاه الطفل”.
وتضيف: “الطفل قبل 8 سنوات لا يدرك، لكن لا بد من تحفيزه وتعليمه الأكل بالشوكة والسكين، وأن مراكز المخ لديه تتدرب على استخدامه للشوكة والسكين، وتلك العملية تحتاج تدريباً لسنوات، وبالطبع ستحدث فوضى عند تعليمه في الفترات الأولى لكنه سيعتاد الأمر، لكن الضروري جداً هو صبر والديه عليه حتى يتعلم، ثم تركه ليعتمد على نفسه فيتعلم ويخطئ ويعاود من جديد حتى يتقن ما يفعله”.
ترى الحكيم أنه عند وصول الطفل إلى سن الثامنة تبدأ مرحلة أخرى من مراحل تعليمه فن التعامل مع المجتمع، موضحة: “في ذلك السن لا بد من تعليم الطفل طريقة الجلوس للولد والبنت على حد سواء، والرد على المكالمات التليفونية بطريقة مهذبة، وكذلك التعامل مع الأشخاص المحيطين به داخل وخارج المنزل، واحترام الكبار والصغار على حد سواء، واستخدام كلمات مثل حضرتك، وبعد إذنك وغيرها من الكلمات الأخرى”، مشيرة إلى ضرورة تعليمه عدم فتح الأبواب المغلقة من دون استئذان، وترتيب غرفته وترتيب ملابسه ووضعها على الشماعة عوض إلقائها في أي مكان.
وتؤكد الحكيم أن تعليم الطفل في سن مبكر فن الإتيكيت، تغرس فيه القيم والآداب العامة والسلوكيات الجيدة والتصرفات الراقية في المواقف المختلفة، وتؤثر في شخصيته تأثيراً إيجابياً قوياً، قائلة: “حتى لو تعرض الطفل لمواقف مختلفة، وتعامل مع أطفال آخرين في المدرسة يفتقدون تلك السلوكيات سيظل محتفظاً هو بها رغماً عنه، باعتبارها أساس راسخ فيه”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق